نبيلة أم زينب
:: حواء جديدة ::
- إنضم
- 7 مارس 2020
- المشاركات
- 30
- نقاط التفاعل
- 85
- النقاط
- 16
حب أبدي
سأل ياسر ذو الثماني سنوات أمه: أمي لماذا أبي لا يعيش معنا؟ أين هو؟
نظرت إليه وهي لا تعرف ما تقول، ثم أردفت : هذه مشيئة الله يا بني.
ياسر: كيف مشيئة الله؟ لم أفهم
أبحرت الأم بخيالها بعيدا، إلى تلك الأيام السعيدة التي كانت تعيشها في بيتها رفقة زوجها الذي أحبها وأحبته حد الجنون...أين كانت تشتاق إليه بمجرد ذهابه لعمله...وهو نفس الشيء ، كان يكلمها في الهاتف ثلاث إلى أربع مرات ويسمعها أعذب الكلمات.. وكم كانت سعادتهما غامرة لما رزقهما الله بياسر الذي ملئ حياتهما بهجة وسعادة..
لكن يشاء الله أن لا تكتمل فرحتهما وحياتهما معا ، بعد دخول كنزة فيها...
كنزة هي جارتهم في الشقة المقابلة، ذات الإثنين والعشرين ربيعا، فتاة ممشوقة القد، جذابة وأنيقة جدا، تدرس بالجامعة وكثيرا ما إلتقت بأبو ياسر على سلالم العمارة وتبادلت معه أطراف الحديث عن الدراسة والعائلة....لتتوطد العلاقة بينهما ويتغير أبو ياسر ويهمل حبيبة قلبه "زوجته" ويبدأ بالبحث لها عن عيوب وسقطات، وكم وجد لأنه أراد سببا بل أسبابا لينفصل عنها بلا ندم... وكان له ما كان وإستغنى عن حياته الهنية والجميلة مع أم ياسر ، وتركها وصغيرها ورحل مع كنزة إلى الخارج حتى تكمل دراستها هناك.
عادت الأم إلى الواقع بعدما بدأ صغيرها يجذب طرف فستانها، حتى تسمعه... إبتسمت في وجهه الجميل وهي تقول له: أنت أبي وأخي وإبني يا قرة عيني... ألسنا سعيدين مع بعض؟
أجاب بكل براءة : نعم
فقالت: إذن ما حاجتنا إلى الأخرين الآن، وسيأتي يوم وتلتقي بأبيك يا عزيزي.
وتذكرت وهي تعانق صغيرها، كيف أن كنزة بعدما أكملت دراستها في ذلك البلد الأوروبي، تعرفت على شاب آخر وطردت أبو ياسر من حياتها ومن البلاد بأكملها بعدما لفقت له تهمة الضرب والشتم، فعاد إلى بلاده وبيت أهله خائبا منكسرا..
لكنها لم ترد أن تحطم قلب صغيرها وتركت الأيام لتقول كل شيئ لياسر.
إنتهى